فضاء حر

اللصوص الجدد

 

يمنات
يحكمون، وينكرون انهم يحكمون. يسرقون، وينكرون انهم يسرقون. يهبرون، وينكرون انهم يهبرون. يقمعون الاحتجاجات والاعتصامات السلميه، وينكرون انهم يمارسون القمع. يطلقون الرصاص الحي على المتظاهرين وعلى المعتصمين السلميين وينكرون انهم امروا باطلاق الرصاص الحي .
يحتكرون الوظائف ويستأثرون بها ،ويفصَّلونها على مقاس احزابهم واقاربهم ، وينكرون انهم احتكروا واستأثروا وفصَّلوا.
يلغون ويقصون من ليس معهم ، وينكرون انهم يمارسون الاقصاء والالغاء. يجلسون على كراسي المسؤليه، وينكرون انهم مسؤولون .
انهم داخلون في الربح خارجون من الخساره.
ولكن،لم الدهشه؟ ولماذا علينا ان نندهش ونستغرب عندما نسمعهم ينكرون؟
ان الانكار من طبيعة اللصوص ، وان من عادة كل لص ان ينكر ويلوذ بالانكار .
غيران الفرق بين لصوص الثورات وبين غيرهم من اللصوص العاديين هو ان لصوص الثورات يريدون اقناعنا بانهم ليسوا لصوصاً وانما هم ثوار وابطال ومنقذون.
وهؤلاء الذين سرقوا ثورة الشباب وسرقوا حلمهم بالتغيير بمجرد ان وصلوا الى السلطه ، وبمجرد ان سيطروا على جهاز التزوير "الاعلام" يريدون اقناعنا واقناع شعبنا بانهم هم الثوار الحقيقيون، وبأن شباب وشهداء وجرحى الثوره هم الخونه.
ولكيما يثبت اللصوص الجدد ثوريتهم رفعوا شعار : "لاصوت يعلوعلى سوط الثوره" وراحوا يجلدون الثوار بسوطهم الثوري بغية اسكات كل صوت حر، كما راحوا يشدخون رؤوس الجرحى المعتصمين ورؤوس من يتضامن معهم ب"صميل" الثوره .
قد يتسائل بعضكم قائلاً: لماذا كل هذا الحقد على جرحى الثوره ؟
والحقيقة ان لصوص الثورات في كل زمان ومكان لايخافون من شهداء الثوره وانما يخافون كل الخوف من الجرحى .
ذلك لان الشهيد لايرى اللصوص وهم يصعدون على دمه الى كرسي السلطه.. اما الجريح فانه يرى اللصوص بعيون جراحه.. يراهم وهم يسطون على ثورته ،يراهم وهم يصعدون الى السلطه على سلم من دماء اخوته ورفاقه الشهداء وعلى سلم جراحه .

زر الذهاب إلى الأعلى